اسرار الجن
المساهمات : 560 تاريخ التسجيل : 24/08/2011
| موضوع: التخطيط في الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في ضوء العلم الحديث الأحد سبتمبر 25, 2011 12:07 am | |
| التخطيط في الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في ضوء العلم الحديث حسن عالي
مقدمة: إنَّ الهجرة النبوية، تُعَدُّ حدثاً مهماً في التاريخ الإنساني عامة، وفي تاريخ الإسلام خاصة، لأنها الفيصل بين عهدين، كفر وإيمان، وحرب وسلام، بل هي تفريق بين الحق والباطل. إنَّ حدثاً مثل الهجرة، لا بُدَّ أن يكون بتخطيط سليم، يقوم على أسس علمية واضحة لاسيما وهو مسنود بالوحي. إن الكتابات عن الهجرة كثيرة، وأصبح مع إطلالة كل عام تمتلئ الصحف كتابة، والمساجد وعظاً وإرشاداً عن الدروس والعبر المستفادة من نموذج الهجرة. ولعل الإنسان يلمح التكرار في كل عام، وعدم التناول النوعي للمهارات، والفنون التي حازت عليها الهجرة، ومن ذلك عملية التخطيط التي صاحبت الهجرة من حيث وضوح الغايات، والأهداف، والوسائل التي وُضِعَتْ لذلك. إنَّ التخطيط كان واضحاً في فكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يترسم الخطى في جزيرة العرب بمكة المكرمة مسنوداً بالوحي، وبين القوم الذين ناصبوه العداء، ووضعوا العراقيل أمام دعوته والدخول فيها. ولعله من الواضح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حدد هدفه في إيجاد بقعة يعبد فيها الله - سبحانه وتعالى - ويقام فيها المجتمع الطاهر، وتؤسس فيها الدولة على هدى من الكتاب والسنة. كانت هذه الفكرة، بعد أن استقر الرأي عنده -صلى الله عليه وسلم- بأن مكة قد رفضت دعوته، ودفعت به خارجها، وحفرت له الأخاديد والخنادق ليقع فيها، ثم تنقض على هذه الدعوة الوليدة لتقضي عليها. كان التخطيط متدرجاً حيث تحمل -صلى الله عليه وسلم- وقومُه صنوف العذاب، والرسوفَ في القيود، وضغط الصخور في الهاجرة، ولم يأذن لأصحابه بالهجرة في ذلك الوقت، إلا بعد أن اشتد النكال وتطاول القريشيون على الدعوة. ومن النظم الواضحة التي اتبعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في التخطيط للهجرة: الشورى خاصة مع صاحبه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، والتمويه بنوم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على الفراش، واتخاذ الدليل الخبير بالطرق والدروب...الخ. كل هذه كانت مراحل تخطيطية اتبعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه في الهجرة إلى المدينة المنورة. بهذا التخطيط الموفق بإذن الله، استعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهجرته، ووضع درساً مهماً للأمة في الإدارة الحكيمة، والتخطيط العلمي الناجح المسبق. يهدف الباحث من خلال هذه الدّراسة إلى الوقوف عند هذا الجانب المهم في حياة الشعوب، الذي أصبح كل العالم يعمل من أجل ترسيخه، والتباري في نظرياته لإحكام الحياة، وضبط شعبها بقواعد تجعل عناصر التخطيط، والضبط، والإشراف، والمتابعة، هي التي تهيمن على كل عمل. إنَّ التخطيط الذي وضعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- زوّد المهاجرين بالفكرة الرئيسة وراء الهجرة حيث الأهداف، والخطط والسياسات، كما يساعدهم في فهم البيئة، التي هم في الطريق إليها، ليسهل التعامل معها، ومع متغيراتها، وهذه الرحلة بالنسبة للمهاجرين، تُعَدُّ إعداداً لهم وتدريباً، وتنمية لفكرهم الشامل والثاقب ليتعامل مع المتغيرات. ولعلَّ التخطيط للهجرة - ككل تخطيط - يواجَهُ ببعض العقبات، ومن هذه العقبات: [أ] التعقيدات البيئية الجديدة التي يصوبون نحوها، والتي تختلف في ثقافتها عن ثقافة مكة التي قدموا منها. [ب] وكذلك تردد القيادات الذي يصحب مثل هذا التخطيط، حيث بدأ الأمر سراً، ولكن سرعان ما انبلج صبحه وأسفر، وزال الإحباط، وتناقل الناس أخبار الهجرة، وزال التردد، وأقبل المهاجرون بصفاء واطمئنان. [ج] كما وقفت أمام هذا التخطيط الوسائل والطرق ومن يدل عليها، حتى استعين ببعض المشركين الذين لهم معرفة بالطريق، ومنهم الدليل "عبد الله بن أريقط الليثي، وكان هادياً خريتاً - ماهراً بالطرق - وكان على دين كفار قريش"([1])، الذي ساعد في إكمال الاستعداد، وضبط الوقت، لا سيما وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- القائد مع صحابته يزودهم بالحجج الداحضة، والبراهين الواضحة، للوصول للهدف المنشود. بهذا التخطيط السليم، والمتحسب فيه لكل متوقع، خطَّط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهجرته، التي أعقبها قيام المجتمع، وإرساء قواعد الدولة، التي أصبحت مثلاً، ونموذجاً يحتذى إلى قيام الساعة. هذا البحث يتضمن حديثاً عن التخطيط بصفة عامة كمدخل، ثم التخطيط في هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصولاً إلى النتائج المرجوة، تأصيلاً لتخطيط يقوم على أمر القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكسوب الإنسانية، هذا هو هدف البحث الذي اتبع فيه الباحث المنهج التاريخي والتحليلي والوصفي. والذي جاء في ثلاثة مباحث وخاتمة. يهدف هذا البحث للتعريف بدقة التخطيط في هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والوقوف على المواقف التخطيطية الدقيقة، مثل: نوم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة هجرته، والاستعانة بمن يعرف الطريق. وكذلك التخطيط في القضايا الكبرى، مثل: بناء المسجد بحسبانه مأوى وموقع اجتماع، وكذلك قضية التآخي التي تُعَدُّ من أهم القضايا في رتق النسيج الاجتماعي، علاوة على التخطيط للدولة واستقرارها بإصدار صحيفة المدينة. اتّبع الباحث المنهج التاريخي والتحليلي والوصفي ليحقق أهداف البحث. توصّل الباحث إلى نتائج، أهمها: الاهتمام بعمليات الإدارة الأساسية، مثل: التخطيط في ترتيب أولويات العمل وأسبقياته. كما ختم بحثه بأهمّ التوصيات التي جاءت دعوة للتخطيط والشورى وإقرار السّلام، وذلك بالتصالح والتعاهد مع الذين يختلفون في الدين مع نظام الدولة السائد. المبحث الأول: التخطيط: تعريفه، أهميته، أهدافه، أنواعه، أسسه تعريف التخطيط ومفهومه: عُرِّف التخطيط بأنه: "عملية ذكية تصرف الذهن لعمل الأشياء بطريقة منتظمة، والتفكير قبل العمل، والعمل في ضوء الحقائق بدلاً عن التخمين"([2]). ويُعرِّف أيضاً بأنه: "عملية نحاول من خلالها امتلاك صورة عن حقبة محددة قادمة تدعو لاختيار بديل من عدة بدائل، لتطبيقه في المستقبل، يحدد من خلاله طبيعة العمل، والمكان، والزمان، والكيفية، والوسيلة"([3]). إنَّ وظيفة التخطيط كما هي في التعريف السابق تتقدم جميع العمليات الإدارية، ولا يمكن أن تقوم الوظائف الأخرى إلا بعدها. كما يتضح من التعريف أيضاً أنَّ التخطيط عملية علمية تبنى على المعلومات لتحقيق الأهداف التي تُعَدُّ أول ما يفكر فيه المخطط. وكما قال الدكتور محمد منير مرسي: "التخطيط في جوهره لا يخرج عن كونه عملية منظمة وعلمية لاختيار أحسن الحلول للوصول إلى أهداف معينة"([4]). وهذا التعريف يعني ترتيب الأولويات والأسبقيات في ضوء الإمكانات المتاحة لدى المخطط، ومن الضروري الذي يراه المخططون دائماً التفريق بين التخطيط والخطة، حيث أن التخطيط هو عملية مستمرة وقد يكون قصير المدى، أو متوسط المدى، أو طويل المدى، أما الخطة فهي وضع التخطيط في صورة برامج للتنفيذ. أهمية التخطيط وأهدافه: إنَّ التخطيط من عناصر الإدارة المهمة، وهو أول عنصر فيها، يأتي بعده التنظيم، والتنسيق، والضبط، والرقابة وغيرها. يهدف التخطيط لتحقيق الأهداف الدعوية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، حسب مراد المخطط والمتاح له من موارد. والتخطيط فكرة قديمة نشأت مع الحضارة الإنسانية، ولذلك قالوا: "التخطيط يقتضي الإحاطة بالخريطة النفسية، والاجتماعية لبيئة الدعوة"([5]). أنواع التخطيط: النوع الأول: التخطيط الذي تتوفر له البيانات والإحصائيات بدرجة عالية من الصحة، وهو أكثر أنواع التخطيط شيوعاً. والنوع الثاني: التخطيط بلا هدف؛ وهذا يسمونه التخطيط من أجل التخطيط؛ وهو الذي تستخدم فيه النظريات؛ وتستعرض فيه المناهج، والأساليب النظرية؟ أما النوع الثالث: فهو التخطيط بدون بيانات وهو نوع يستحيل أن تتوفر له البيانات لأنه مبني على الخيال. أسس التخطيط: وحتى يكون التخطيط محكماً لا بُدَّ أن يكون مرتباً بخطوات على النحو التالي: [1] تحديد الأهداف بوضوح. [2] ترتيب الأولويات، وهذه تحددها الإمكانات، والموارد، والقوى البشرية. [3] التنبؤ باحتمالات المستقبل. [4] الشمول؛ حسب الإمكانات والموارد. [5] الواقعية، وتعني التمشي مع الظروف الفعلية والعملية. [6] المرونة وتعني وجود القدر الذي يسمح بالحركة، ومواجهة المتغيرات غير المتوقعة. [7] المتابعة والتقويم، وتعني ملاحظة الخطة، وتطبيقاتها بصورة جزئية أو كلية. وتُعدُّ الاعتبارات أعلاه من أهم الأسس في التخطيط لكل أغراضه: الدعوية، والتربوية، والثقافية وغيرها. إنَّ من الأساسيات التي يهدف إليها التخطيط، تجنب حدوث عدم الاتزان بين المكونات البيئية المختلفة من إنسان وما يحتاجه في حياته وعوامل أخرى، وذلك انطلاقاً من مفهوم أن التخطيط يتحدث عن المستقبل واستشرافه، وهذا نراه في فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو يخطط للهجرة إلى المدينة المنورة. جوانب التخطيط في الهجرة النبوية إلى المدينة: إرهاصات الهجرة: إنَّ أول ما بدأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تخطيط بعد الهجرتين الأولى والثانية إلى الحبشة، هو أن عرض نفسه على القبائل، ثم حاول الاستنصار بثقيف في الطائف. وفكَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- في تنفيذ هدفه الأساسي؛ وهو إيجاد بقعة مباركة تكون مرتكزاً ومنطلقاً للدعوة، فكانت فكرة الهجرة إلى المدينة المنورة، حيث كانت الأسباب مواتية، والمناخ ملائماً. فلننظر لماذا لم تكن بقعة المقر والانطلاق للدعوة هي الحبشة؟ وكذلك لماذا لم تكن الطائف؟ ولماذا كانت المدينة المنورة؟ فكَّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة بسبب دوافع اشتداد البلاء والمعارضة وقسوتها على المسلمين، وتعاظم الفتنة والتعذيب الدائم للمستضعفين من المسلمين، والعدوان المستمر على أصحابه -صلى الله عليه وسلم-([6]). أذن لبعض أصحابه بالهجرة الأولى إلى الحبشة، التي استقبلهم ملكها (النجاشي) أحسن استقبال، وأكرم وفادتهم، وقد أخبرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك قبل ذهابهم بقوله: ((إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه))، وقال الصحابة: ((فخرجنا إليها أرسالاً حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمناً على ديننا ولم نخش منه ظلماً))([7]). إنَّ الحبشة بالرغم من حفاوة الاستقبال وسماحة ملكها إلاَّ أنَّها لم تكن هي الأرض المناسبة لنشر الدعوة، واستقرارها، وذلك لأسباب أهمها: [1] إنَّ الدعوة الإسلامية جاءت باللغة العربية؛ ونزلت في أرض العرب، وتناسبت وثقافتهم، وهذا لا يحدث في الحبشة، إذ أن الأحباش بمختلف قبائلهم لا يتكلمون العربية، وبالتالي فإن نشر الدعوة يواجه مشكلة في تلك البقعة، لأن النشر يعتمد على الاتصال الذي وسيلته اللغة. [2] إنَّ الحبشة بعيدة عن مكة المكرمة، والهجرة إليها تستغرق وقتاً وجهداً، وقد يهلك بعض الناس دون الوصول إليها، إذ فيهم كبير السن، والمرأة، والطفل. فضلاً عن هذين السببين؛ فإنَّ الهجرة إلى المدينة كانت بتوجيه إلهي، وقد مهَّد لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببيعتي العقبة لأولى والثانية. رحلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للطائف([8]): كانت الفكرة الثانية رحلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف، فقد خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف وحده، من أجل إيجاد مركز جديد للدعوة يلتمس فيه النصرة من ثقيف. وذكرت كتب السيرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن رأى عدم قبول أهل ثقيف له، وسبابها له، ورشقها إياه بالحجارة عمد إلى ظل حبلة من عنب، فجلس فيه، ثم توجَّه إلى ربه بالشكوى: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح لي أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك)([9]). إنَّ الثقافة الواحدة مع مكة، واللُّغة المشتركة بين آل ثقيف في الطائف، وأهل مكة من القريشيين أوجد نوعاً من التقارب؛ إلا أن التقارب المكاني واللساني لم يكونا عاملي مقاربة، بل كانا عاملي منافسة ومشاكسة أديا إلى عدم قبول الدعوة الجديدة في الطائف، التي وُصِف كل من أعتنقها بأنه قد صبأ عن دين أجداده وأقوامه. إنَّ قُرب المسافة بين مكة والطائف سهَّل الاتصال؛ ونقل الأخبار، مما جعل أهل الطائف لا يغيب عنهم خبر ولا حدث إلا أحصوه، ووعوه؛ وخبروه، وعجموا عوده، واشتركوا مع كفار مكة في مناصبة المسلمين العداء، تدبيراً للمكائد، وتسهيلاً للمصائد، بل خوضاً للحرب الضروس ضد المسلمين مؤازرة لأهل مكة، الذين اتفقوا معهم في وحدة الهدف، وهو العداء للإسلام والمسلمين، وصد الناس عن الدعوة الجديدة، التي جاءت لتبطل عليهم عبادة الأصنام، وتدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي بعبادته يتحرر الإنسان من عبادة أخيه الإنسان، يُبْعَدُ عن عبادة كل شريك مهما كان. ولعل السؤال الذي يبرز: لماذا كانت المدينة موضع الاختيار؟ وهذا ما سيجيب عليه المبحث التالي. المبحث الثاني: أسباب الهجرة إلى المدينة المنورة ومظاهر التخطيط فيها. [1] الإذن بالهجرة من الله - تعالى - والأمر بها لأسباب يعلمها الله - عز وجل -، وهو العليم بكل شيء، وهو الأعلم حيث يجعل رسالته، وهذا يُعَدُّ السبب المباشر في أمر الهجرة. [2] مناصرة أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم- له، لأنَّه لما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يدخل المدينة أرسل إلى زعماء بني النجار (أخواله)([10]) فجاءوا متقلدين سيوفهم، وقُدِّر عدد الذين استقبلوه من المسلمين الأنصار بخمسمائة، حيث أحاطوا بركب النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه([11])، ومضى الموكب داخل المدينة والجموع تهتف: (جاء نبي الله، جاء نبي الله)([12]). وهذه مناصرة من أهل المدينة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاصة أخواله من بني النجار. [3] إنَّ أهل المدينة (الأنصار) هم عرب لسانهم اللغة العربية، وأهل مكة على شاكلتهم، مما سهَّل التواصل، وقرب الشقة وأصبح أمر الدعوة ميسوراً مفهوماً بين الفريقين، لأن وسيلة الاتصال مشتركة. [4] إنَّ البشريات قد جاءت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ أهل المدينة لهم الرغبة في هذا الدين، وهم على استعداد لنصرته، ومبايعته على ذلك، حيث كانت بيعتا العقبة الأولى والثانية؛ وكذلك لقاءات المواسم (وكان أكبر هذه المواسم الحج؛ حيث لقي ـ فيمن لقيهم ـ جماعة من الخزرج)([13]). [5] إنَّ المدينة المنورة كانت بعيدة عن مكة المكرمة بحوالي (450) كلم؛ وبالتالي لا يسهل الاتصال بين أهلها، وأهل مكة المكرمة، ولذلك يمكن كتم الخبر، ونشر الدعوة بين الناس دون أن يمسها أو يعترضها القريشيون؛ لاسيما وأن وسائل نقل الأخبار في ذلك الوقت كانت صعبة. لهذه الأسباب آنفة الذكر، التي تمثل التوكل، حيث الأذن والبشريات، ولتلك الأسباب المادية التي ذكرت، اتجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، حيث مجتمع الأنصار، وقيام المجتمع المسلم، ودولة الإسلام هنالك؛ حسب تخطيطه. الإذن الإلهي بالهجرة إلى المدينة: قال - تعالى -: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(التوبة: 40) أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس -- رضي الله عنهما - قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثم أمر بالهجرة([14])، فنزل عليه قوله - تعالى -: (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً) (الإسراء: 80). أهم مظاهر التخطيط والتنفيذ في الهجرة النبوية إلى المدينة: يتبع >>> | |
|
حسن
المساهمات : 345 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: التخطيط في الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في ضوء العلم الحديث الجمعة أغسطس 10, 2012 1:16 am | |
| جعله الله فى ميزان حسناتك
| |
|
كرام
المساهمات : 509 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: التخطيط في الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في ضوء العلم الحديث الأربعاء سبتمبر 26, 2012 12:40 am | |
| تكرم اخوى الكريم على هذا الطرح ربى يجعله فى ميزان حسناتك | |
|
كرام
المساهمات : 509 تاريخ التسجيل : 16/03/2012
| موضوع: رد: التخطيط في الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في ضوء العلم الحديث السبت سبتمبر 29, 2012 12:04 am | |
| مشكور اخى الكريم ربى يعجلها بموازين حسناتك ويعطيك من علمه الكثير | |
|